موضوع: عهد السلاجقه الأربعاء يونيو 04, 2008 2:36 pm
أولاً: نشأتها: اختلف المؤرخون وأهل العلم حول بداية نشأة المدارس الإسلامية؛ فمنهم من قال إنها ظهرت في عهد نظام الملك الذي أنشأ المدرسة النظامية سنة 459هـ، ومنهم من قال إنها كانت قد ظهرت قبل ذلك بكثير، ولكن بالرجوع إلى المصادر والكتب المتخصصة نجد أن أول ظهور للمدرسة كان في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجريين, وهذه المدرسة هي مدرسة الإمام أبي حفص الفقيه البخاري «150هـ - 217هـ»، ويبدو من نسبتها إلى مؤسسها أنها قد أُسّست أثناء حياته، وأبو حفص البخاري من الفقهاء الذين تزعموا الحركة الفكرية في مدينة بخارى، ثم نشطت حركة إنشاء المدارس في بلاد المشرق بعد هذا التاريخ؛ فقد تم إنشاء مدرسة بنيسابور منذ بداية القرن الرابع الهجري، أنشأها الإمام أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الشافعي (270 – 354هـ).
وقد كانت المدارس التي أُسّست في ذلك الوقت مدارس أحادية المذهب تفردت بتدريس مذهب واحد، ذلك لأن التنافس المذهبي الذي كانت تعيشه بغداد حاضرة الخلافة قد امتد إلى بلاد ما وراء النهر، ومن الجدير بالذكر أن المدارس كانت قد ظهرت في دمشق قبل ظهورها في بغداد؛ فقد تم إنشاء أول مدرسة فيها عام 391هـ، وهذه المدرسة هي المدرسة الصادرية المنسوبة إلى منشئها، صادر بن عبد الله، وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق «رشأ بن نضيف»؛ إذ قام بتأسيس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمائة للهجرة، وإلى هذه المدارس خرج الطلبة من الحلق التي كانت تُعقد في المسجد إلى مكان يختص بتلقي علم معين، فيوقف عليهم وعلى شيوخهم المال وتُوفّر لهم أسباب التعليم، وفيما يلي ذكر لبعض المدارس التي أنشئت قبل المدرسة النظامية، وهي حسب التسلسل الزمني لظهورها وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- مدرسة الإمام أبي حفص الفقيه البخاري (150هـ - 217هـ).
2- مدرسة ابن حيان، في بداية القرن الرابع الهجري، وفي حوالي سنة 305هـ شيّد أبو حاتم بن حيان البستي داراً في بلده "بست"، وجعل فيها خزانة كتب وبيوتاً للطلبة.
3- مدرسة أبي الوليد، قبل سنة (349هـ) أُنشئت مدرسة أبي الوليد حسان بن أحمد النيسابوري الشافعي (ت 349هـ)، ويذكر أنه كان كثير الملازمة لها.
4- مدرسة محمد بن عبد الله بن حماد (ت 388هـ) الذي وصفه السبكي بأنه كان إلى أن خرج من دار الدنيا وهو ملازم لمسجده ومدرسته.
5- المدرسة الصادرية التي أنشأها الأمير شجاع الدولة صادر بن عبد الله سنة 391هـ في مدينة دمشق.
6- المدرسة البيهقية بنيسابور، والتي أنشئت قبل أن يولد نظام الملك -وقد ولد سنة 408هـ- فتكون هذه المدرسة قد أُنشئت قبل هذا التاريخ.
7- مدرسة أبي بكر البستي (ت429هـ) والتي بناها لأهل العلم بنيسابور على باب داره، ووقف جملة من ماله عليها، وكان هذا الرجل من كبار المدرسين والناظرين بنيسابور.
8- مدرسة الإمام أبي حنيفة التي أُنشئت بجوار مشهد أبي حنيفة، وأسسها أبو سعد بن المستوفي؛ إذ تم افتتاحها قبل افتتاح المدرسة النظامية بخمسة شهور. وقد ذكر بعض المؤرخين أن الغزنويين اهتموا بالمدارس من خلال بعض أمرائهم، كالنصر بن سبكتكين حينما كان والياً على نيسابور وسماها السعدية, وجاء نظام الملك فوجد أمامه هذه النماذج العديدة من المدارس، ورأى الفاطميين قد سبقوه إلى تشييد الأزهر، والاعتماد عليه في دعوتهم ودراسة مذهبهم، فكانت هذه مصادر إيحاء وتحفيز للقيام بإنشاء مجموعة من المدارس، وليس مدرسة واحدة لتشارك المجاهدين في حربهم ضد المبتدعين بنفس السلاح. لقد تسربت الباطنية إلى سوريا وفارس والعراق، وأخذت بالانتشار بسبب إغراء الدعاة وإثارتهم، فطاف ناصر خسرو ومن بعده حسن الصباح يدعوان للمذهب الباطني الإسماعيلي الشيعي الرافضي، وقام إبراهيم ينال ثم البساسيري في الموصل وبغداد بثورتين عنيفتين كادتا تقضيان على الخلفاء السلاجقة جميعاً، وكان لدار الحكمة والأزهر اللذين أسسهما الفاطميون في القرن العاشر الهجري بالقاهرة الأثر الأكبر في بث مبادئ التشيع الإسماعيلي ونشر الحكم الفاطمي، ولم يكن إيقاف حركة الباطنية هذه -فضلاً عن القضاء عليها- بالأمر الهيّن؛ فجذورها قد تغلغلت في جسم البلد الإسلامي الكبير، بحيث لم يبق عضو منه سليماً، وبخاصة إقليم خراسان فإنه كان موطن المغذّين لها بالآراء الفلسفية والبراهين المنطقية إن لم يكن من المؤسسين لها، وقد اتخذ هؤلاء وسيلتهم في الإقناع والحجة عن طريق الحوار والمناقشة. لقد بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي والإسماعيلي الباطني عقب اعتلاء السلطان ألب أرسلان عرش السلاجقة في عام 455هـ، فقد استوزر هذا السلطان رجلاً قديراً وسنياً متحمساً هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، الملقب بنظام الملك، فرأى هذا الوزير أن الاقتصار على مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية الباطنية سياسياً لن يكتب له النجاح إلاّ إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك أن الشيعة -إمامية كانوا أم إسماعيلية- نشطوا في هذه الفترة وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة، وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلاّ نشاط سني مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان، خاصة أن السلاجقة ورّثوا في فارس والعراق نفوذ بني بويه الشيعيين، وهؤلاء لم يألوا جهداً في تشجيع الإمامية على نشر فكرهم، كما غضّوا الطرف عن نشاط دعاة الإسماعيلية في فارس والعراق، وترتب على ذلك كله تزايد نفوذ الشيعة فيهما، خاصة بعد أن لجأ الشيعة إلى إنشاء مؤسسات تعليمية تتولى الترويج لعقائدهم، وتعمل على نشرها، فقد أنشأ أبو علي بن سِوار الكاتب أحد رجال عضد الدولة (ت 372هـ) دار كتب في مدينة البصرة وأخرى في مدينة رام هرمز، وجعل فيها إجراء على من قصدهما، ولزم القراءة والنسخ، وكان في الأولى منهما شيخ يدرس عليه علم الكلام على مذهب المعتزلة، كما أسس أبو نصر سابور بن أرد شير وزير بهاء الدولة (ت 416هـ) داراً للعمل في الكرخ في عام 383هـ، ووقف فيها كتبًا كثيرة. ذكر ابن الأثير أنها بلغت عشرة آلاف وأربعمائة مجلد في أصناف العلوم، وأُسند النظر في أمرها ورعايتها إلى رجلين من العلويين يعاونهما أحد القضاة، وبعد وفاة سابور آلت مراعاة هذه الدار إلى الشريف الرضي نقيب الطالبيين، كذلك اتخذ الشريف الرضي (ت 406هـ) الشاعر الإمامي المشهور دارًا أسماها دار العلم، وفتحها لطلاب العلم، وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه. ويدل مجرد اسم هذه المؤسسات على الفرق بينها وبين دور الكتب القديمة، فكانت دار الكتب تُسمّى قديماً "خزانة الحكمة"، وهي خزانة كتب ليس غير، أما المؤسسات الجديدة فتسمى "دور العلم"، وخزانة الكتب جزء منها. وهذا يشير إلى أن هذه الدور الجديدة كانت لها وظيفة تعليمية أيضاً، وإلى جانب دور العلم هذه كان كثير من أئمة الشيعة الإمامية يقومون بالدعوة إلى مذهبهم ونشر عقائدهم في بيوتهم الخاصة، أو في مشاهدهم، وأعني بها المساجد التي دُفن فيها أئمتهم – على حد قولهم-؛ لأن بعضها لا يثبت- والتي عُرفت عندهم بالعتبات المقدسة: فقد كان الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان، شيخ الإمامية المتوفى في عام 413هـ يعقد مجلس نظر بدار يحضره جميع العلماء، وكانت له منزلة عند أمراء الأطراف يميلهم إلى مذهبه، وأما أبو جعفر الطوسي محمد بن الحسن فقيه الإمامية (ت 460هـ)، فقد فر إلى النجف بعد أن هوجمت داره في بغداد، ونُهبت محتوياتها في عام 448هـ في حملة الضغط التي تعرض لها الشيعة في بغداد عقب دخول السلاجقة إليها، وتمكن الطوسي في مقره الجديد من مواصلة نشاطه العلمي والتعليمي، فألف مجموعة من الكتب في الفقه والحديث على مذهب الإمامية احتلت مكاناً بارزاً في الدراسات الشيعية الإمامية، كالتهذيب والاستبصار، وهما من الكتب الأربعة المعوَّل عليها عندهم، والتي تحفل بالروايات الضعيفة والموضوعة والتي لا وزن لها في الميزان العلمي الصحيح، كما أملى الطوسي – في مشهد النجف – على طلبته كثيراً من الدروس جمعها في كتاب سماه الأمالي. هذه بعض الجهود التي قام بها الإمامية للترويج لمذهبهم والدعاية له، أما الإسماعيلية، فكانوا أساتذة هذا الميدان ولهم القدم الراسخة فيه؛ إذ حازوا قصب السبق في إنشاء المؤسسات التعليمية، وتوجيهها وجهة مذهبية. بدأ الفاطميون نشاطهم في هذا المجال منذ قيام دولتهم في الشمال الإفريقي, وكان عهدهم الذهبي بإنشاء الجامع الأزهر عام 359هـ، وجعلوا منه مؤسسة تعليمية تُعنى بنشر مذهبهم في عام 378هـ عندما سأل الوزير يعقوب بن كلس الخليفة العزيز في صلة رزق جماعة من الفقهاء فأطلق لهم ما يكفي كل واحد منهم، وأمر لهم بشراء دار وبنائها، فبُنيت بجانب الجامع الأزهر، فإذا كان يوم الجمعة حضروا إلى الجامع، وتحلقوا فيه بعد الصلاة إلى أن تُصلّى العصر، وكان لهم من مال الوزير صلة في كل سنة. ثم أنشأ الحاكم بأمر الله دار العلم «دار الحكمة» للغرض ذاته في عام 395هـ، وحُملت الكتب إليها من خزائن القصور، ومن خزائن مقر الدولة الفاطمية, وأجرى الأرزاق على من رسم له بالجلوس فيها، والخدمة لها من فقيه وغيره، وحضرها الناس على طبقاتهم، فمنهم من يحضر لقراءة الكتب ومنهم من يحضر للنسخ، ومنهم من يحضر للتعلم، وجعل فيها ما يحتاج الناس إليه من الحبر والأقلام والورق والمحابر، هذا بالإضافة إلى البرامج التعليمية التي كانت تُعدّ بعناية خاصة في عاصمة الخلافة الفاطمية لإعداد الدعاة، وتثقيفهم ثقافة مذهبية واسعة قبل إرسالهم إلى البلاد الإسلامية لنشر المذهب الإسماعيلي، وكان لذلك أثره في رواج هذا المذهب في بعض مناطق الشرق الإسلامي نتيجة لهذه الجهود المنظمة المستمرة في نشر هذه الدعوة، لذلك كله فكر نظام الملك في أن يقاوم النفوذ الشيعي بنفس الأسلوب الذي ينتشر به، ومعنى ذلك أنه رأى أن يقرن المقاومة السياسية للشيعة بمقاومة فكرية أيضاً، وتربية الأمة على كتاب الله وسنة رسوله، وعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الوحي الإلهي. ومن هنا كان تفكيره في إنشاء المدارس النظامية التي نُسبت إليه؛ لأنه هو الذي جد في إنشائها وخطط لها، وأوقف عليها الأوقاف الواسعة، واختار لها الأكفاء من الأساتذة، فكان من الطبيعي أن تُنسب إليه من دون السلاجقة. لقد كان نظام الملك شافعياً سنياً حريصاً على الإسلام الصحيح، وقد عاصرته آراء وأفكار متباينة مختلفة كانت منتشرة في العالم الإسلامي كالمعتزلة والباطنية وبقايا القرامطة وغيرهم من أصحاب الملل والنحل. وكان نظام الملك يرمي بدرجة كبيرة إلى توجيه الرعية وجهة تخدم مصلحة الدولة، وتبعث على الاستقرار والسكينة والأمن، لذا كان هَمُّ نظام الملك التأكيد في مواضع الدراسة على إفهام الناس عامة ومنتسبي النظامية خاصة أصول الدين الصحيحة، ولما كان نظام الملك شافعياً، كان يرى أن يُدرَّس الفقه والأصول المستمدة من أفكار وآراء الشافعية, وكان من شروط النظامية أن يكون المدرس من الشافعية أصلاً وفرعاً.
]
عازف الكيبورد عضو ألماسي
عدد الرسائل : 439 العمل : عـــازف الابـــداع تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه الجمعة يونيو 06, 2008 11:44 am
طـــــــيـــــــــب وش نسوي بالسلاجقه اخوي
الحمد لله على نعمه العقل
@ابو صقر@ عضو مميز
عدد الرسائل : 108 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه السبت يونيو 07, 2008 5:25 am
وش اللي وش تسوي بالسلاجقه اولاً- اسم المنتدى ثقافه ثانياً- ما تبغا ترد لاترد
ياخي تثقف
بعدين لاتسوي حق تزبيد
عازف الكيبورد عضو ألماسي
عدد الرسائل : 439 العمل : عـــازف الابـــداع تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه السبت يونيو 07, 2008 5:56 am
وش اللي زبت فيه يابو انتبه انت ومواضيعك النايمه
@ابو صقر@ عضو مميز
عدد الرسائل : 108 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه السبت يونيو 07, 2008 8:06 am
ع الاقل انزل مواضيع مو ردود بس وش اللي مواضيع نايمه والله ما النايم الا انت
انت اصلاً ما يعجبك شي مسوي انت احسًن واحد اقول حرك بس روح اشتغل تاكسي احسن لك
!@العسيري@! عضو فضي
عدد الرسائل : 206 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه السبت يونيو 07, 2008 10:30 am
مشكــور على الموضوع والطرح المميز
ولا تتخاصمــون عشان سلاجــقــه مايسووون زعلكم
@ابو صقر@ عضو مميز
عدد الرسائل : 108 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: رد: عهد السلاجقه السبت يونيو 07, 2008 10:37 am